على الرغم من أن سرطان البروستاتا هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، حيث يمثل 25% من جميع حالات السرطان الجديدة التي تم تشخيصها في المنطقة الأوروبية، فإن 48% فقط من الرجال في أوروبا على دراية بخطر الإصابة بسرطان البروستاتا وخيارات الاكتشاف المبكر. علاوة على ذلك، قد تدفع الطبيعة الحساسة للمرض والآثار المقترنة ببعض أنواع العلاج بعض الرجال الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان البروستاتا إلى تجنب التحدث عن الأمر مع المحيطين بهم، بما في ذلك العائلة والأصدقاء واختصاصيو الرعاية الصحية.
بالنسبة إلى مجتمع مرضى سرطان البروستاتا، من الضروري رفع مستوى الوعي بأعراض المرض والتأكد من إمكانية قيام المزيد من الرجال بالتماس المشورة الطبية والحصول على التشخيص الصحيح في الوقت المناسب، ما قد يؤثر بشكل إيجابي في تطور المرض.
البروستاتا عبارة عن غدة بحجم حبة الجوز تقريبًا، على الرغم من أنها غالبًا ما تكون أكبر عند الرجال الأكبر سنًا، توجد بين القضيب والمثانة. تقوم بإنتاج السائل المنوي الذي ينتقل بعد ذلك عبر مجرى البول الذي يمر عبر مركزها.
يحدث سرطان البروستاتا عندما تتحور الخلايا الطبيعية داخل البروستاتا وتبدأ في النمو بطريقة لا يمكن السيطرة عليها. في بعض الأحيان، يمكن أن تخرج خلايا السرطان من البروستاتا وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. يقوم الأطباء بالتمييز بين أنواع سرطان البروستاتا المختلفة كالآتي:
سرطان البروستاتا الموضعي: يقتصر نمو السرطان على غدة البروستاتا ولا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. يمكن أن تختلف سرعة نمو السرطان وانتشاره من شخص لآخر.
سرطان البروستاتا المتقدم موضعيًا: ينتشر السرطان خارج غدة البروستاتا إلى المنطقة (المناطق) المحيطة مباشرة.
سرطان البروستاتا النقيلي: ينتشر السرطا ن إلى أجزاء أخرى من الجسم ولم يعد من الممكن علاجه.
يعد سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، حيث يمثل 25% من جميع حالات السرطان ال جديدة التي تم تشخيصها بين الرجال. كل عام، يتم تشخيص إصابة ما يقرب من 450000 رجل بسرطان البروستاتا في أوروبا، ويتعايش أكثر من مليوني أوروبي مع المرض.
لسوء الحظ، لا يزال سبب الإصابة بسرطان البروستاتا غير واضح، لكن تم تحديد عوامل الخطر المثبتة:
• العمر: يزداد خطر ا لإصابة بسرطان البروستاتا مع تقدم العمر. يبلغ متوسط العمر في وقت التشخيص 69 عامًا.
• الأصل العرقي: يشيع تشخيص سرطان البروستاتا عند الرجال من أصل أفريقي.
• التاريخ العائلي: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان البروستاتا يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
بينما لا تزال الصلة بين السمنة والإصابة بسرطان البروستاتا غير واضحة، فقد اكتشفت الدراسات جيدة الإعداد أن السمنة قد يكون لها تأثير مهم على تطور المرض. الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن هم أكثر عرضة للإصابة بشكل حاد من المرض.
في كثير من الأحيان، لا يكون سرطان البروستاتا مصحوبًا بأعراض، فهو "مرض صامت"، ما يعني أنه لا توجد أعراض محددة مقترنة به. تعد آلام الظهر العرضية والحاجة المتزايدة والمفاجئة غالبًا للتبول من الأعراض الشائعة لدى كبار السن. ومع ذلك، عندما يستمر الألم ويصبح التبول مزعج بشكل بالغ، فقد تكون هناك عوامل مؤثرة خلا ف العمر.
سبب الإصابة بسرطان البروستاتا غير معروف إلى حد كبير، ولا يظهر على العديد من الأشخاص أعراض ذات صلة في المراحل المبكرة من المرض.
عادة ما تكون أعراض الجهاز البولي، مثل الحاجة المستمرة والمفاجئة للتبول وصعوبة التبول وانخفاض التدفق والشعور بعدم إفراغ المثانة بشكل مناسب، من المؤشرات المبكرة على الإصابة بسرطان البروستاتا، على الرغم من أنها قد تشير أيضًا إلى أمراض غير سرطانية في البروستاتا، مثل تضخم البروستاتا والتهاب البروستاتا.
قد تظهر أعراض أخرى في مراحل أكثر تقدمًا من سرطان البروستاتا، ما يشير إلى تفشي السرطان من البروستاتا إلى أجزاء أخرى من الجسم. وتشمل هذه الأعراض:
• آلام الظهر أو الورك أو الحوض
• دم في البول أو السائل المنوي
• صعوبة في الانتصاب
• خسارة في الوزن مجهولة السبب
من المهم تحديد موعد مع طبيبك بمجرد ظهور أي من هذه الأعراض. من المرجح أن يؤدي تشخيص سرطان البروستاتا في وقت مبكر إلى تشخيص أفضل وقد يكون أسهل في العلاج. 11
توجد أدوات مختلفة للتشخيص،12 أكثرها شيوعًا:
• الفحص الشرجي الرقمي (DRE): يقوم الطبيب بفحص المستقيم رقميًا بحثًا عن التغييرات المحتملة في غدة البروستاتا.
• اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA):: اختبار للدم يكتشف مستوى PSA، وهو بروتين تنتجه البروستاتا وقد يشير إلى وجود المرض.
• درجة جليسون: اختبار يشير إلى مدى حدة سرطان البروستاتا. يشير الرقم الأكثر ارتفاعًا إلى أن السرطان أكثر حدة وأكثر عرضة للانتشار.13
• خزعة البروستاتا: ستتم إحالتك إلى مقدم الرعاية الصحية الذي سيأخذ عينة صغيرة من نسيج غدة البروستاتا لفحصها.
• أخرى: إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) للحصول على رؤية أفضل لحجم السرطان ومدى انتشاره.
فيما يأتي المراحل المختلفة لسرطان البروستاتا:14
المرحلة الأولى | المرحلة الثانية | المرحلة الثانية والثالثة | المرحلة الرابعة |
---|---|---|---|
المرحلة الأولى يقتصر السرطان على غدة البروستاتا ولا يمكن الشعور به عادة | المرحلة الثانية لا يزال السرطان داخل البروستاتا لكن يمكن الشعور به عبر الفحص الشرجي | المرحلة الثانية والثالثة بدأ السرطان في الانتشار خارج البروستاتا إلى الأنسجة المجاورة. | المرحلة الرابعة انتشر السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم، مثل المثانة أو المستقيم أو العظام. |
هناك العديد من خيارات العلاج لسرطان البروستاتا، وغالبًا ما يعود الأمر للمريض في النهاية لتحديد الخيار الذي يجب اتباعه. إذا كان السرطان الذي تعاني منه غير مصحوب بأعراض ومنخفض الخطورة، فقد يضر العلاج أكثر مما ينفع.15 في بعض الحالات، يُنصح بالمراقبة النشطة، والتي تتطلب إجراء فحوصات منتظمة عبر اختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA) والفحص الشرجي الرقمي (DRE) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) وفحوصات أخرى. في بعض الأحيان يلزم أيضًا إجراء إعادة الخزعات. إذا تغيرت نتائج الاختبارات، فيمكن التفكير في العلاج.16
عند تشخيص إصابتك بسرطان البروستاتا المتقدم موضعيًا، سيعتمد العلاج على حالتك الفردية. سيقترح طبيبك خطة مناسبة استنادًا إلى عمرك وصحتك ومرحلة السرطان لديك.17
عادةً ما تتمثل وسائل العلاج القياسية18 في:
• المراقبة النشطة: لا يتم استخدام الأدوية والإشعاع والجراحة. يتم إجراء اختبارات دورية بحثًا عن العلامات التي تشير إلى نمو السرطان. قد تفكر في المراقبة النشطة لسرطان البروستاتا إذا كان الورم السرطاني لديك صغيرًا، ومن المتوقع أن ينمو ببطء شديد وكان مقتصرًا على منطقة واحدة من البروستاتا لديك، ولا يتسبب في ظهور علامات أو أعراض. إذا كانت لديك مشكلات صحية معينة تجعل أنواعًا معينة من العلاج غير مناسبة، فقد تكون المراقبة النشطة لسرطان البروستاتا طريقة جيدة أيضًا.19
• الجراحة: القضاء على الخلايا السرطانية من خلال استئصال البروستاتا.
• العلاج بالإشعاع: استخدام الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية.
• العلاج بالهرمونات: يمنع الخلايا السرطانية من الحصول على الهرمونات التي تحتاجها للنمو.
• العلاج الكيميائي: استخدام أدوية خاصة لتقليص حجم السرطان أو قتله. يمكن أن تكون الأدوية عبارة عن حبوب أو أدوية يتم إعطاؤها عبر الأوردة أو كليهما.
كما هو الحال مع أي علاج آخر، يمكن أن تسبب أنواع علاج السرطان آثارًا جانبية، لذا من المهم مناقشة خياراتك مع فريقك الطبي.17 كن منفتحًا وصادقًا قدر الإمكان وحاول مواجهة كل مخاوفك لاتخاذ قرار يناسب احتياجاتك العلاجية.18
إذا تم تشخيص إصابتك بسرطان البروستاتا النقيلي، فسينصحك طبيبك بأنواع معينة من العلاج للمساعدة على السيطرة على الأعراض وتخفيفها.